[size=35]سوء الظن وباء مزمن[/size]
أنت ترى بأم عينيك أوراق الأشجارحين ربيعها خضراء ...هي لم ترى ما رأيته أنا ببصيرتي يوم طرحت على رمال الرمضاء....
غريب أمري’ عجيب صبري’ لا زلت أفتش عمن يشاركني أزري ’ ويسند ظهري بعد ما بلغت عتي العمر .. إنني أئن من تعب فرضته عليّ صروف الدهر... بصمت مُر’وأنّى لي أن أدرك فرسي وأقود العير والبعير لمضارب القوم قربا من النور المنير في كبد سماء صافية لا يغشاها مركوم من سحاب ولا أرى فيها شمسا ولا زمهريرا ’ إني منها قاب قوسين أو أدنى ’ إني أراها بعين البصير القدير وهم يرونها بربع عين أعمى ضرير..
مددت بصري فرجع إليّ خاسئا وهو حسير ’ سألته ما بك ؟ ’ لم يرد والصمت به لاذ ’ بربك لما هذا أيها الأمير؟
أكيد أكيد أنني لست من البشر ’ إذن فمن أكون يا ترى بين هؤلاء الورى..؟
سوء الظن وباء مزمن’ تعلّق الأمر سواء بإنس أو جن ’ كل منهم ذو كيد ونصَب ومحن...يوم بل أيام...شهر أكل شهرا... خلتها دهست أيامها ولياليهالا الأعوام فضاعت الأماني وتبخرت هباء الأحلام...
ويأتي من الغرب غراب ينعق فتستظيفه أحمرة مستبشرة وهي تنهق’ كلا . لا. إنه إنسان متفيهق وما صاحبه ذاك إلا ذو فلقتين للسان متشدق..
الفرار الفرار إلى أرض القفار ’ كفاني وخز الديار ’ أََصوْم ٌبالليل والنهار وعتاب من لوم يُصب عليّ كغبار ؟’ حسبك أيها الكسيح القعيد ’ فقط تزحزح عن بؤر النار؟.....سنرى في أمرك حين يطلع النهار
لِما سوء الظن بي؟’ ألم تنهاك صلاتك عن الغيبة ’ ألم يُطهر صيامك قلبك من النميمة ’ ألم تخشع أعضاؤك حين سجودك’ ألآ أتق في ربك إني لست من الفجار؟
قف وتوقف’ وعن سوء الظن بي كف’ إن لم تكن لك بي حاجة فاصدع بها دون دس ولا تخوّف..؟
جسدي هذ الجلد و السكين أَلِف َ’ وعنقي كما يبدو لك وتراه ممددا دون آسف ومفاصلي ثابتة لا ترتجف لأنها تدرك يقينا ثمرة مسعاها وصدق الهدف...
أدعوك بالذي إشراقة وجهه السموات والأرض بها أنار...ناشدتك الله عالم السر والجهر لا تدبر ’ لا تدبر ’ لا تدبر فإدبارك يسبب لي الإنهيار..؟
اسأل اللهَ لك ولي عقبى الدار ...؟
الله المستعان.