... وقد كتب قلمـــــــــي...
لمّا بصم الهجر على صفحات فؤادي’ زأر الأسير بين سد وواد
وقتها توجهت لخالقي’ حزينا’ كئيبا ’ مهموما ’ فقلت : آيا رب العباد
سنين كانت لمّا كنتُ ذا فتوة’ أعوام زرعت البياض ومني حصدت ما تبقي من السواد.
شمس طلعت وأخرى تغيب ’ نجم لمع وآخر أفل’ ما عدت أطيق الصمت في هذه البلاد.
أتجمّر والقوم من حولي بحرا سامرون’ تحت ريح السموم أشوي كبدي أضحية ككل الأعياد.
يا رب إن لم يكن بك غضب عليّ أهدني السبيل’ قد مللت من هذا العناد
وقد كتب قلمي بعد ما أشبعوه نحرا’ بعدما يئس النهر ونضب ماؤه المنحدر من ذاك الواد.
لا أدري وأنا المجادل’ لا أعلم وأنا العاقل بأيهما أذبح وفي أي أديم يقبر جسدي وبأية أيادي.
إني أرى منيتي تدب نحوي ’ كيف ألقاك يا رب وكلي ذنوب’ كلي جراح ’ كلي خطايا مثبتة بأوتاد.
وقد مرت بي ليال وليال’ خلت نفسي أعد نجومها ’ أُعظِّم خالقها ’ خشية من يوم الميعاد.
يا رب من يمسح دمعة يتيم بك استجار على كبر’ إنك أنت الله ربي ورب العباد
لا رب لي به أستغيث سواك’ ولا إله لي غيرك إليه ألجأ’ يا هازم كفار عاد وفرعون ذي الأوتاد.
إبراهيم تايحي