يوسف الحنين
عدد المساهمات : 1909 تاريخ التسجيل : 05/06/2011 العمر : 34
بطاقة الشخصية البيانات شخصية:
| موضوع: شكرا استطعت قتلي مميز الأربعاء أغسطس 03, 2011 8:11 am | |
| شكرا استطعت قتلي
وقفت في ذلك المكان الذي رأته فيه تطالع حلمها الجميل وهو يرحل تتابعه بعينيها البريئتين وهو يمضي مخلفاً وراءه جراحاً لا تبرأ ذلك الحلم الذي لطالما انتظرته لطالما بكت خشية فقدانه لطالما تضرعت إلى خالقها ليحققه لها تراه اليوم كحبات رمل تتساقط من بين أصابعها لا تستطيع جمع حباته بعد اليوم فالريح عصفت بها ونثرتها بعيداً اغرورقت عيناها بالدموع لكنها لم تسمح لدمعتها أن تسقي الورد الذابل فوق وجنتيها بل آثرت أن تحترق عيناها بتلك الدمعة على أن تذرفها على ذاك الذي تركها في منتصف الطريق وحيدة تلك العينان اللتان جرحتا بنظرته المغرورة وابتسامته التي تقطر نشوة بالنصر استجمعت ما بقي لديها من قوة وبدأت تسير في ذاك الطريق الذي كانت ترسم عليه خطواتها فوق خطواته ولكن هذه المرة رسمت خطواتها بنفسها رسمتها بدموع الأمل وابتسامة الخسارة وبدأت ترى في ذلك الأفق نوراً ينبعث من احتراق حلمها الورديّ نوراً يمنحها دفئاً لم يغمرها منذ سنين وبعد ذلك الموقف العصيب عادت إلى حضن والدتها لتستمد الحياة وتظلل روحها بحبّ لا غاية منه حبّ يمتلئ صدقاً وإخلاصاً وحناناَ حباً سيمدها بالقوة لمتابعة حياتها التي ظنت للحظات أنها انتهت تلك الفتاة بقلبها الصغير المليء بالحب والحنان حلمت أحلاماً كثيرة ماتت كأمواج البحر بعد أن ارتطمت بصخور الواقع لكن الأمواج لا تنتهي كما أن الصخور لا تلين واستطاعت تلك الفتاة بقلبها الصغير أن تصل إلى قناعة جميلة : في داخل كل عذاب جمال وفي داخل كل محنة منحة وفي داخل كل صدفة قاسية لؤلؤة جميلة تنتظر غواصاً ماهراً ليفوز بها وقالت في تلك اللحظة: شكراً استطعت قتلي ولكنك لم تستطع أن تهزم كبريائي كان بين يديك لؤلؤة ليست كأي لؤلؤة لكنك غواص فاشل لا ترى الأمور بعيني قلبك بل بعيني غرورك شكراً استطعت قتلي وطعنتك المليئة بالسم لم تقتل في داخلي إلاّ وجودك لكنها أحيت الأمل والثقة والإخلاص والحب الصادق تلك الجواهر التي لا تملكها فهنيئاً لك ما قتلت وهنيئاً لي ما امتلكت في قمة ضعفها وانكسارها استطاعت أن تقف صامدة في وجه تلك العاصفة التي كادت أن تقتلعها فالقوة الحقيقية هي أن تبتسم وأنت تموت بقلمي
|
|