أنيــــــــــــاب الــــــــــــــــــــــــدم...؟
حينما يخجل القلم تطوى صفحات الفؤاد المكلوم, وتتبعثر حبات اللؤلؤ المكنون الممزوج بالجوى,و تنتثر فوق أسطح الثلوج حبات البرد وتهوى من علي سراعا نحو الحضيض فتتلقفها أنياب الطحالب البشرية , وتتهافت عليها الحشرات الآدمية عطشا وجوعا , ويبكي القلب البائس التعس اليائس فرحا وتهتز شرايينه جزعا وطربا , ويحلو النوم للكبد المفتت, كعصفور مهيض الجناح فيرقد على بطنه , وكأسد في عرينه أعيته الجراح , وكعروس في ليلة عرسها تبكي على ما فات وراح, وكيتيم كبلته الحياة فلم يستطعم منها الا الأتراح , وكحرة داستها الذيول فهي مسترسلة النواح.
في خضم هذا وذاك , ومن كأ س الماضي تجرعت العلقم العقيم حتى الثمالة , لأنسى أو أتناسى حفيف أوراق شجرة الخوخ التي طالما برؤيتها انتعشت, وخرير جدول الكرامة التي اكتسبتها منه, ونقيق الضفادع التي داعبت أوتار قلبي بأناملها الحريرية فهدأت من روعه , وزقزقة عصافير القلبين المندوبين التي كثيرا ما وحدت أفكارنا وأخذتنا بعيدا لنعيشا في أمن وأمان .... وهكذا لفتنا الحياة تحت إبطها ذي المقامع وضيقت علينا وكادت أن تسلبنا ما تبقى من نبض في عروق هي أقرب ما تكون الى الجفا والجفاف منها الى الوداعة والأنس ...... وكابرنا المعاضل وتحدينا صروف الدهر بروحين اعتنقتا الحب والفضيلة , ونافحتا ردحا من زمن متصديتان لبخار ورذاذ ألسنة حداد ولشهب ونيازك من صنع كيد حاقد وبغيض .
هاتان الروحان أبتا الا السمو وعشق النقاء وطيب العيش والهناء والسباحة في ملكوت رب العالمين دون عناء. لا تبتغيان من حطام الفانية الا إرضاء رب الأرض والسماء.
هاتان الروحان تجردتا من كل ما من شأنه زرع الضغينة .
هاتان الروحان تطمحان للصفاء أين الراحة الأبدية تجنبا لكل ما هو شقاء ...ولكن.؟
ولكن أنى لهما هذا وقد ملئت الأرض وسقيت كذبا ورياء
أنى لهما الإطمئنان وقد سلبت منهما أسباب الارتقاء . لطفك يارب الضحى والمساء
ابراهيم تايحي