القاضي والمتقاضون ...إذا كنت قاضيا فاعدل ...؟.. فالذي بين يديك سريع الإلتهاب.........
وإن البركان أوشك على طرح أحشائه, والملأ من حوله سكارى وما هم
بسكارى, تراهم أيها القاضي محلقين حول الحلبة ولسان حالهم يردد ما
حكم به ملك الذباب , ووقع عليه إفكا وبهتانا أمير امبراطورية السراب
ورفض تنفيذه أعيان وسادة مملكة الدواب......
أيها القاضي ..إني أرى الحق والقسطاس أعلا جبينك , وإني أتوسم فيك
ذلك منذ طفت الطحالب فوق أسطح بيوت الكرامة والفضيلة , فأضحـــى
مظهرها أقرب الى كهوف خالية , خاوية , مظلمة , كئيبة... منذ هجرت
غادرت..هربت..فرت..ناءت...عن المضارب, وها هي اليوم تلجأ اليك
باكية متوسلة تترجاك أن تعيد لها مقعد صدق, وتزيل عنها ستار الغبن
وتصون لها ما تبقى من ماء الوجه . إنها تعتقد جازمة أن لا ملجأ ولا مفر لها اليوم مما اصابها وحل بها الا أنت ...
فكن أيها القاضي قاضيا بشريعة السماء وإن لم تقدر على ذلك فاحكم بشريعة (حمورابي) وإن لم تستطع فانطق نطق الأبكم فإني به راض
أيها القاضي إن الورود والوعود والشهود هم لها خصم لدود
وإن النفوس والكؤوس والفؤوس هم من بقايا حرب الباسوس
فلا تهزك سلاسلهم ولا تزحزحك مظاهرهم ولا يغرنك ما بدا على وجوههم من مسكنة ولا يخيفك تهديدهم ..فإنك إن جنحت لشاطئهم
اعلم أن الغد لناظره لقريب , وأن الله عليك شهيد ورقيب , وتأكد أن عدالة الأرض إذا أخطأت فعدالة السماء لا تخطئ.
ابراهيم تايحي