يــــــــــــــــــارب أين أجد الحقيقة...؟
أجل صدق الإمام علي – رضي الله عنه- الصديق قبل الطريق.
وكذا من قال: الصديق وقت الشدة والضيق..
هم بشر في شغل ..هم أُناس بين مدبر ومقبل.. أما أنا أفتش عن رفيق يسندني ويعضدني فأكون له الدرع الواقي والحصن الأمين ضد كل حريق..
أنا إنسان معرض للسهو والنسيان ..أما هم فأشكال وألوان ’ إلاّ أنني أتميز عنهم بكوني مخزن آلآم وأحزان
لعل قدري هو هذا و هكذا’ فصبرا جميلا حتى ألقى الرحيم الرحمان...
ليتني كنتُ أسمرا أسامر نور القمر ’ فأنقش بأظافري على سطحه دون خدشه حكايتي مع البدر ’ اسأله عن الحقيقة والأُنس ’ وأحكي له قصتي ’ قصة العمر ’ وما لفها من إختلاق الإنس ’ قصة بطلها البؤس ’ عاش بين هضبة وسهل ’ حتى شُج منه الرأس بفأس من نحاس بيد صنيعة غرب نحس ’ فلما كساه ذاك الذي يجري في العروق ’ كثُرت ندبه ذات الحروق فلم يجد مقرا إلاّ تلالامن رمال . غير أن العواصف التي تحدت قمم الجبال استلطفت المُحال وغيرت الأحوال’ نعم وسفّهت حكمة الرجال ’ وأدت بي إلى الخضوع .. واللجوء لكهوف الصمت الرهيب الطويل فلم أُبْد بعد من سؤال....
يا رب أين أجد الحقيقة..؟
يا ليت ما مضى من العمر كان عبرة لكل معتبر..؟
يا ليت الماضي شهد وأقرّ وغبرل صدق الخبر...؟
يا ليت الإنصاف كان لسان مَنْ حضر من البشر من أهل الحضر والمذر...؟
أف لك ومنك يا ليت’ فما كنتِ إلا مطية للزعم والغدر..
أف لمن لم يرحم من كان نسيا منسيا ’ وتبا لكل من الشرَّ إليّ أضمر...
أنا إنسان ذو عقل وبصيرة وبصر ’ أسعى جاهدا مكابدا والأمر إياه أتدبر ..
ألآ أيها الصنم الحجر لا تقف مني موقف الخصم الفاجر..؟
أناشدك الله.. اسألك بالله .. أقدم أيها الفجر ’ لا تتأخر..؟
تراني وقفتُ ’ تجاوزت ُ كل محطات البر والبحر وللأفاق ما أنا بطائر ..
لم يبق لي ومعي إلا قليل قليل قليل من الصبر ’ أيكفي هذا لما تبقى لي من العمر إنه أقل مما يوصف بقليل من النزر..
يا رب كن لي ولا تكن عليّ ..يا رب خذ بيدي هذه العشية..؟إني عاجز قاصر.
إبراهيم تايحي