[... مسُّـــــوس ...و... مسُّــــــوسة...]
لك عينان يبصران ..يرايان نفس النظرة ’ حتى وإن أغمضت إحداهما لا يتغير المنظر.فذللهما لمعروف تفلح و تظفر
لك أُذنان شأنهما شأن العينين مع وظيفتين مختلفتين ’ فلا تُرخي حبالهما إلاّ لما يسر من الخبر ..؟
لك أنف’ به فتحتان للشم متفقتان ’ فلا تصاحب نافخ الكير واجعل بائع المسك إليك أقرب مكان...؟
لك يدان لا للبطش خُلِقا ولا للهبش أُطلِقا’ إنما هما للخير والعون والرش أيها الإنسان..
لك رجلان للسعي. هما للتنقل من مكان إلى مكان ’ يحملانك فاتخذهما مطية لذلك وكن من المشائين بهما في العتمات والكسب من زرع وحب وضرع ’ يخضرّ البستان وينمو صفاء الوجدان’ تُحَب ويحبك الذي رفع السماء ووضع الميزان
والآن إليك منجيك أو مهلكك.. هو وحيد في فيك’ وبين فكيك’ ’ إما أن تتخذه ناطقا بلسان الرحمن’ أو شوكة من أشواك الشيطان..
فلسانك لم يُخلق للنطق والبلع والتذوق فحسب ’ بل أمره أعظم وأجل’ إنه وحقيقته ((... ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا)).
لا تطلقه هملا’ ولا تمسكه خوفا ووجلا..؟ لا تجعله ذا فلقتين فتحل على أهل الهاوية وما كان أهلها إلاّ من [ مسُّوس ومسُّوسة ] ألآ إن أهلها أمهم هاوية .
(( وما أدراك ما هيه* نار حامية)).ألآ فاتخذ منه طَعِما ((..قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني)).
أيها الإنسان لا يغرنك بربك الغُرور ’ ولا تغرنك بالله المغررة الفاتنة الفانية
أحرص أخي على ما ينفعك ’ يوم نقف صفا أمام الواحد القهار’ الملك الجبّار’ القاهر فوق عباده’ يوم نقف صفا لا تخفى منا خافية ’ أمام ملك يوم الدين
هذا بعض من خَلِقك وأما المقر والمستقر وبيت النور والإيمان ما كان إلاّ القلب
هل رأيت من مخلوق ذي كبد له قلبان ’ لا وربك القائل(( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه...)).
لذا أحذر وانتبه وتفطن وكن مقدر موقع الخطو قبل الرجل ’ فليس كل ما يلمع ذهبا.
أللهم قنا شر الوسواس’ أللهم حبّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان. أللهم آت نفوسنا تقواها وزكها فأنت خير من زكاها .
أللهم إني أدعوك بقلب منيب وفي هذا العمر الذي كساه بعد سواد المشيب أن ترحمني ووالدي وأمة محمد- صلاة ربي وسلامه عليه-
وصل اللهم وسلم على حبيبك المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبع خطاهم إلى يوم الدين..
رب أنت تعلم ما في نفسي وأنا لا أعلم ما في نفسك ’ فإن علمت فيه خيرا فيسره وقدّمه ’ وإن كان على غير ما تحبه وترضاه فجنبني إياه وشره
الحمد لله رب العالمين.
إبراهيم تايحي
موضوع: مسّوس و... مسّوسة 
الجمعة سبتمبر 19, 2014 7:47 pm
