لا تحزن إن الله معنا
الصديق ليس ذاك الي يصدقك اللسان’ ويريك بربع عين أعمى حسن البيان
وإذا ما تحركت عربات الحياة كنتَ في عقله بين طيات النسيان...
الصديق من شاركك ويشلركك الأتراح ’ ولا تثقل رجلاه عند الأفراح...
الصديق من يحمل عليك تارة وعنك تارة أخرى..
الصديق هو صورتك التي لا يعتريها باطل .. صورتك الحقيقية مظهرا كمرآة عروس ليلة زفافها.. ومخبرا فؤادا لفؤاد’ وكبد لكبد’ وقلب لقلب....
الصديق من شرب ويشرب وإياك من نفس الكأس الواحدة .. حلوها ومرها..أبيضها وأسودها .. أجاجها وفراتها...
الصديق ذاك الذي صحّح ويصحح لك أخطاءك دون مجاملة وجها لوجه’وينمي صوابك ويثري نثرا محاسنك أثناء غيابك أمام الملأ دون أن تأخذه عزة بإثم’ ولا تغرنه وتجرنه تلكم المظاهر البرّاقة المنمقة من لباس أو دراهم أو سلطة أو جاه
لا تحزن إن الله معنا.. قول نبي رسول .. إنه محمد بن عبد الله – صلاة ربي وسلامه عليه-
لمــــن..؟ لصحابي جليل – ثكلتك أمك إن لم تكن تعلم من هو؟
إنه أبو بكر بن قحافة.. إنه أول من آمن وأسلم من الرجال.. إنه خليفة رسول الله محمد- عليه الصلاة والسلام- .. إنه صهره والد عائشة أم المؤمنين.....
تمعّن أيها الإنسان .. أيها التراب ..؟ اقتد أيها المؤمن وأشرب من نهر ماؤه لا ينضب , وساقيته مياهها جارية غير آسنة.. واستظل بظل ممدود
شتان صديق الأمس واليوم
وكان لي صديقا أودعته سري وعظيم خبري’ حسبته أقرب الأقربين فأَبَحت له وبُحت . .. كنتُ له وكان لي مظلة تقي الحر ..
لنا قدمان بهما نمشيان أديم كل البلدان ..نسقيان الظمآن ونطعمان الجوعان
لنا يدان ممدودتان لكل محتاج ’ ومن به حلّت كرب الزمان...
لنا عينان لا تُغمضان.. لا تنامان.. ساهرتان حبا في الرحمن...
لنا أذنان رهيفتان ملتقطتان همس الحيران....
أما وأن أقول لنا قلبان فهذا خطب جسيم وقول من إفك وبهتان ’ قول شيطان رجيم
لا ولن يكون ذلك ونحن مقبلان على يوم عظيم يشيب فيه الولدان..
أنا وإياه لنا قلب واحد لا يتجزأ ولا يتعدد ’ لا يحمل لدا ولا ذرة من الحقد
كفاه من نعمة الله ما أكتز فيه من الحب والود...
نحن جسدان ظاهران للعيان ’ غير أن ما تخفي الصدور – كما أسلفت- لا يطلع عليه إلاّ الله لا غيره من بني الإنسان . ما يعلم ما في القلوب إلا علاّم الغيوب
والآن أعرفتم من أنا؟ أأدركتم من المعني..؟ اسألوا العادين إن غاب عنكم الجواب.وجركم السراب وعشقتم حتى الثمالة طبقات الضباب
لا تخلط فراتا بأجاج’ ولا تطلب من نصفك أن يَرِد على مستنقع ليروي عطشه وما في بطن ذلك المستنقع إلا جيفة نتنة متعفنة من بقايا اللسان إن لم أقل بقايا حيوان...
(( واجعل لي لسان صدق في الآخرين))
إبراهيم تايحي
موضوع: لا تحزن إن الله معنا..؟ 
الجمعة سبتمبر 26, 2014 8:15 pm
