بين المنبع والمصب يتلوى قلب المحب..
نعم ...وليست آية الليل سرمدية ’ ولا ضياء الشمس كذلك...
هو وحده سبحانه القادر المقتدر المقدر ’ الحكيم العليم الخبير...
متى أيها السارب بليل تستقر ويستقر معك فرسك....؟
متى تدخل جنتك في الدنيا غير ظالم لنفسك...؟
أَذكرْ وتذكّرْ على الدوام أنك لربك عائد وأمك......؟
كعهدي بك توخى الصدق والوفاء؟’ فإن لم تنل نصيبك هنا على ظهر البسيطة الفانية فإنك ملاقيه عند ملك مقتدر. لا تأس ولا تنس ولا تدْبر ’ فقط روّض نفسك وعقلك على الصبر والتدبر...؟
ومرّ الباطل ذات يوم بالحق فوجده من شدة الجوع والهون يتضور .. ركله بحافره وأمره أن يرد عليه
*- ما بك يا هذا ؟ يا من يسمونك بالحق هكذا ..؟
الحق إليه شد البصر وأمعن فيه النظروقال:
*- سيدي الباطل... لسبع خلت لم أُطعم غاليا أو رخيسا به أتلذذ
*- هيا .؟ هيا اتبعني وإياك أن تتفوه بكلمة من هذا..؟
وكان للباطل ما طلب . الحق الآن هو تابع للباطل ’ وإذا بهما بعد هنيهة على طاولة من مطعم ذي سبع نجوم أو أكثر... ولما فرغ الباطل من أكله وشربه ’ غادر المكان صوب صاحب الصندوق ’ وتسمر بجانبه ’ مضى من الوقت الكثير ’ وإذ بالباطل يصرخ عليا في وجه صاحب الصندوق قائلا:
*- يا هذا أنمضي اليوم كله هنا في إنتظار ما لي عليك أن تعيد ما هو حق لي من نقود؟.
تفاجأ الرجل ومفاصله ترتجف خوفا وهلعا وقال:
*- ماذا يا سيدي أنت لم تعطني شيئا حتى أرد لك منه ؟
وأخذت العزة بالإثم الباطل وراح يقهقه ويترنح في وقفته
*- أنا لم أعطك شيئا..!!!؟’ أجننت يا رجل ؟ كفى سخرية؟ قد أعطيتك ورقة من فئة..... أأنت جديد في المحاسبة هنا ؟ أم أنك تتغابى لتأكل حقوق الناس باطلا ؟
اختلط الأمر على المسكين صاحب الصندوق وكاد أن يركن لقول الباطل ’ لم يجد قولا ’ فوّض أمره لله ثم قال:
*- لو كان الحق حقا مُحِقا ’ تراني قد صدقتك القول ولكن ...
نظر إليه الباطل والغضب يخضه
*- لو أن الحق هذا الذي تتكلم عنه- وكما تزعم - حاضر لسدد وحده فاتورة ما
أكلناه .. ما شربناه.. ما لبسناه.. ’ اسمع جيدا وأعلم مني أن لكل فرعون موسى.
أفهمت مني يا قارئ حروفي المطلب ’ فإن فهمت ابحث عن السبب...؟
فبين المنبع والمصب يتلوى قلب المحب.....
اللهم زدنا حبا فيك وفي محمد نبيك ورسولك – صلاة ربي وسلامه عليه- ثم فيمن اخترت لنا من الصحب.... ؟
إبراهيم تايحي
موضوع: بين المنبع والمصب يتلوى قلب المحب.. 
السبت سبتمبر 13, 2014 4:29 am
