هل فهمتم يا أصحاب الإشارة وحماة العبارة؟
صدق من قال : أنا الشمس في جو العلوم منيرة -*- ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
-من باب الإنصاف وإحقاق الحق
- من باب الأمانة وكلمة صدق
- من باب التأويل وليس التهويل
- من باب الاعتزاز والهمة ....
من هذه الأبواب استسمح قائل البيت , في أن استعير منه معنى وليس لفظا.
قلت استعير ذلك قصد استغلاله كتذكرة سفر إلى بلاد ما يسمى[ ما وراء البحر, وما في أحشائه
من لؤلؤ ودر....
هذا المفهوم العام هو السائد لتلكم الأمم التي تعيش هناك – وللناس فيما يعشقون مذاهب-
لكن ما هو غير طبيعي , وعار من الصحة , ولا سند له ولا قواعد : هم أنهم أضحوا أفضل منا .[ لا نقاشا ولا جدالا في هذا الأمر] ..... أقول أفضل منا في عملهم ومعاملاتهم.. في مظهرهم ومخبرهم ..في أكلهم وشربهم.. في طرقاتهم وحدائقهم ... في نومهم وقيامهم ..
في لباسهم ولسانهم .. في كل شيئ .. في كل شيئ . فما السر في ذلك , وربنا سبحانه وتعالى
يقول (كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعرف وتنهون عن المنكر , وتؤمنون بالله , ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم , منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) آل عمران 110 .
هدفي أوجزه... اختصره.. أعصره.. [ هؤلاء الغربيين قد حنوا.. تلطفوا.. أسعفوا... وأخيرا لدار حضانة الكلاب لم يتأففوا بل سارعوا وتآلفوا.
حقا كنا خير أمة ونحن صدقا كما قال ربنا خير أمة , فما بال قلمي ينا قض كلمي , هذا ما يبدوا في الظاهر لكل غافل غير مستذكر , لما عدنا خطوات إلى الخلف , وما سبب تقدم السلف؟
الإجابة ساطعة قاطعة , لا يأتيها الباطل من بين يديها ولامن خلفها, والآمر المجيب هو مرسل محمد المصطفى الحبيب عليه صلاة ربي وسلامه عليه... هم أفضل منا لأننا أقل منهم شأنا حيث لم نأمر بمعروف , هم أفضل منا لأننا سقينا الأرض الجرز بدس ورخص ووخز وهم
سقوا ما اعتقدوا أمنا فيما بينهم بكل تضحية ونقاء وعز ... نحن كرمنا وأعزنا رب العالمين
بالإسلام, فتخلينا عنه وكانوا لنا بالمرصاد فأخذوا السلام كل السلام ...
نحن اليوم فينا ومن بيننا من رمى بوالده أو والدته أو كليهما معا في ما يسمى دار العجزة
أو بعبارة مهذبة في قاموس الرماة نقول: دار المسنين . وبعد الرمي بل القذف قطعت الأرحام وجف ضرع العاقين فلا زيارة ولا كلام ولا حنين لهاذين الوالدين .
هم كما أشرت سابقا أخذوا منا كل صغيرة وكبيرة , وميزوا الخبيث من الطيب منها, فاحتفظوا
بما ينفع , وأما الزبد فصدروه لنا ونحن له وبه فرحون ..مغرورون... متمسكون...ولا غرو إن قلت من أجله متطاحنون ...متطاعنون... ولأجله متناوشون ...
لهذه الأسباب ولغيرها.. لما ذكرت , أو لم اذكر واستذكر .. أمسينا وأمسى نجمنا آفلا , وراحت
لبنات من صرحنا المجيد تهوى كل ما هبت عليه رياحهم , كل هذا يحدث وحدث أمام الكبير والصغير
.... المبصر والضرير... العاقل الغافل ... ومتعلم جاهل.. مؤيد مناصر... ومعارض مكابر
وتجري سفينتنا شوقا إلى الشاطئ , وهي أصلا لم تغادر الشاطئ , وأنى لها أن تفعل ومجاديفها قد كسرت قبل أن يكون لنا بحر نبحر فيه , ولسان صواب غير خاطئ...
ابراهيم تايحي