... وتشرق الشمس
لما تعذبني أيها الكافر الحالك.....؟
لما تؤنبني أيها الغاسق الواقب....؟
لما تطبق علي هكذا؟ وأنا الضحية يا هذا...؟
يا ليتك قد أتيت حين كان الغصن رطبا ؟ , يا ليتك وليت عني وقد أدركني الأجل
ولم يبق من العمر الا قليلا , وقد بلغت منه عتيا واشتعل الرأس شيبا , والعظم مني وهن.
إني أكابد معارج الحياة صعودا نحو أفق طالما حلمت به كباقي أترابي وأصحابي
لكني عن ذلك عقيم القوة , عاقر الحركة , مسلوب الإرادة , مشتر بلا معايير
متكئ على قش, أبحث دوما عن الوسادة .
وبعد عياء وكد بالكاد لمحت عن بعد قبسا من نور يشع لمعانه ويتلألأ بريقه
فخلته لأول وهلة نجما ثاقبا سرعان ما يفل , فأعود إلى وكري ذاك الحجر المظلم أفترش حصا رماد الدموع من عين لا تشبع بكاء وحسرة وندما وأسفا ولوما , على ما فرطت وقتها حين كان الزرع أخضرا , وحين كان الجدول منسابا متسربا بين الزهور, وحبات الرمل الناعمة تعانق حافتيه , تمسح بأناملها ما كسى وجنتي من عبرات هي أشد حرا من نقر صقر, لكني تحققت من أن ذاك اللامع الساطع ليس نجما آفلا ولا ضوء مائلا , بل هو قارورة - كريستال – أودع الله فيها من الصفاء والنقاء ما أودع , احتضنتها خوفا من وقوعها على حجارة بشرية تعبث بها
حقيقة أن ما بداخلها ماء فرات سلسبيل , يروي ضمأ العطشى , وينير سبيل التائهين
ويحمي حمى المساكين أمثالي .
تأملتها مليا ثم نظرت إلى ما بداخلها ببصيرة فأوجست خيفة منها وأنبت نفسي خوفا عليها ...؟.... إلى حين أشرقت الشمس ألفتها وأعتقد هي الأخرى كذلك .
ابراهيم تايحي