جسد له رأسان ( الفصل الأول)
توقفت السيارة ذا ت اللون الأسود اللامع في زقاق من أزقة الحارة , ونزل منها شاب تبدو عليه أثار النعمة , وراح يسأل المارة عن بيت حسان ... ومن لا يعرف حسانا ذا البذلة اليتيمة , والدراجة الأثرية.
طرق باب البيت بعد ما اهتدى إليه , انفتح الباب , أحاطت فاتحته – زينب وهي البنت الصغرى لحسان – الطارق بنظرة شاملة ملؤها الدهشة والاستغراب.
نعم ماذا تريد يا سيدي ؟.
تأمل الطارق تلك التي أمامه وكاد يعود أدراجه.. تنتابه أفكار .. أتكون هذه ابنة حسان ؟ لا... ولكن...
وعادت زينب تخاطب الزائر ... ما ذا تريد يا سيدي؟
انتبه الزائر لمخاطبته وقال: هل هذا بيت حسان...؟
نعم يا سيدي ومن أنت حتى أخبره؟
هل ... هل أنت ابنته؟
نعم أنا ابنته ..ما اسمك يا سيدي؟
شفيق... شفيق أنا صديقه قولي له ذلك؟
وقبل أن تعود زينب لإخبار والدها عن الطارق إذا بصوت حسان يتعالى من الداخل
من الطارق يا زينب؟
إنه يقول أنه صديقك يا والدي .قبل أن يمد حسان يده مصافحا زائره وكله تساؤل نحو هذا الشخص الواقف أمامه ويدعي أنه صديقه , نادى على ابنته احضري القهوة يا زينب ؟
أدرك شفيق أن حسانا غير متذكر نظرا لطول المدة أو ربما...
جلس شفيق على مقعد ضمت قطعتاه الخشبيتين بمسامير , ونظارته بين أصابع يده يديرها يمينا وشمالا..كل هذا وحسان منكرا لهوية الشخص الذي أمامه .
أشعل شفيق سيجارة دون استئذان وأخذ منها نفسا ثم قال: حسان ألم تعرفن؟ ..أنا شفيق... شفيق صديقك وأخوك.
طأطأ حسان رأسه وقال : سامحني يا سيدي إن التعليم لم يترك لنا ذاكرة للتذكر .
تأمله شفيق مرة أخرى والألم يعصر قلبه لما آل إليه حال صديقه وأخيه ثم قال: أنا شفيق يا حسان ابن خالتك الحاجة فاطمة .. ما بك يا حسان ..؟ ألهذا الحد نسيتني؟
ورد حسان : العيب على الذاكرة والبصر كما قلت لك.
ارتمى كل من حسان وشفيق على بعضهما , محتضنا كلاهما الآخر .
انتهى الفصل الأول ويليه الفصل الثاني
ابراهيم تايحي