المــــوتى... قاعدين
تحت وطإ الأقدام تدك العظام , وينسف الرميم غبارا , فيفزع من كان حيا فوق أديم الأرض هلعا من هول الردة والرداءة , ومن شدة الاستخفاف والإساءة, بمن أناروا العقول , وشقوا تربة الحقول , منهم من هم في بطن اللحود , وآخرون مدانون قعود
وفئة في بحبوحة من العيش غير عابئة بآهات البؤساء , وعبرات اليتامى وأنين الجرحى المكلومين في السويداء .
ذل الديون يحاصرهم , وأفواه جائعة تنتظرهم , هم أقرب إلى العري إلى مايستر سوءاتهم .
عقولهم تائهة , وأبصارهم زائغة , عيونهم دامعة , مطأطئ الرؤوس. منهاري النفوس, نكروا بعد معرفة, وجروا بعد رفع , وقسموا بعد جمع, وفي دهاليز الحياة طرحوا , لأنهم ببساطة من بقايا حرب البسوس.
لا فرق بينهم وبين أولئك الذين استحبوا الاستجداء والتسول , أمسوا أضحوكة أمام الملأ .
أهؤلاء الذين كانوا لأبنائكم مربين؟ أهؤلاء الذين تدعون أنهم كانوا مؤدبين.
فيا حسرة على زمن كنا فيه على الأكف مرفوعين...
ويا أسفا على ما مضى من العمر الرذيل المهين...
وتهب العواصف حبلى بتوجيهات المستهزئين, وينعت المربي بأرخص الصفات
فهو من الكذابين .
وعد.. عاهد... من كان له يدا .. ومنه مستدين
وتضرب الرداءة أطنابها فلا تصيب الا هؤلاء المساكين,
هم أشباح ... هم خيال... هم فزاعات ... هم الموتى قاعدين....
أبربكم ...هل سمعتم..؟ هل أبصرتم...؟ هل علمتم...؟ بحال أقسى من حال هؤلاء
المغبونين .
في وطن العزة والكرامة والثروة والثراء ينكل بعفة المنتظرين ليوم الرابع والعشرين.
حق لهم ذلك لأنهم نظروا إلينا بربع عين أعمى .
صبرا..... صبرا جميلا أيها الحزين
ابراهيم تايحي