على نهج الصالحين
( لا يجاورني رجل سكن المدينة تهتف به العواتق في الخدور)
تلكم كلمة لم ينطق بها لسان بشر من قبل ولا أظنها تجول في خاطر أحد من بعد .
كلمة من رجل عزيز عظيم يخافه الملوك والسلاطين ويتحاشه إبليس اللعين.
كلمة قائلها من عزز الله به الإسلام ...الفاروق عمر بن الخطاب , ثاني الخلفاء
الراشدين , والركن المتين في قلعة الإيمان, عمر الخاشع الخانع الخاضع , ذو الثوب المرقع.
رحمك الله يا عمريا أمير المؤمنين ورضي عنك وأصحابك أجمعين , ............
أدرك بحسه الرهيف وبنظره الثاقب وإيمانه القوي أن الإنسان بحكم تركيباته الخلقية وما توسوس
به نفسه , ومقامع الحياة وزينتها وإغراءاتها سرعان ما ينهار أمامها , وعليه فإن المؤمن التقي النقي
اتقاء الشبهات والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤدي حسيا ومعنويا إلى حفرة الهلاك وزمرة
الشياطين , ومن هذه الموبقات – وما أكثرها في زمننا – الغناء الماجن المستر جل المخنث المؤنث
ناهيكم عن تلكم الأصوات الناعمة المملة المائلة والعبارات الرنانة الطنانة , وما أخالها الا إحدى الكبر
ومما يندى له الجبين ويتصبب دما لا عرقا أن نرى ونبصر ونشاهد ابناء من أمة الإسلام إناثهم
وذكرناهم راحوا جميعا يمجدون ويقلدون , ولو سألتهم عن تسمية ثلة من الصحابة لما أجابوا
ولو سألتهم عن فئات المغنين والمغنيات لجف قلمك وطويت صحفك , حتى من أبنائنا الذين لم يبلغوا الحلم – في كثير من الأحيان – ومن والهم أمسوا يحفظون من أسما هؤلاء وأولئك سيما ممارسي
رياضة كرة القدم الأجانب بدل الأقارب ومن نطق لغة الضاد , بل حتى ما غطى ظهورهم مرسومة عليها ومنقوشة أسماء غريبة وعجيبة .......
اللهم لطفك يا سميع يا عليم , وصل بنا الأمر الى حافية الهاوية وما منا من ينكر ذلك لا قولا ولا فعلا
حتى وإن غار على مروءته ودينه يشار إليه بالأصبع هذا إذا لم يقذف به من علي.
يا رب لا تؤاخذا بما فعل السفهاء منا وأهدنا صراطك المستقيم , واجعلنا لنهج نبيك ورسولك محمد
صلى الله عليه وسلم ولأصحابه تابعين , لا مبدلين ولا مغيرين ...آمين .... آمين , ولا تجعل في قلوبنا غلا لأبنائنا , وافتح عليهم وخذ بأيديهم الى برا لأمان والنجاة وأنر قلوبهم وحبب إليهم ذاك
الذي رضينه لنا دينا , إنه لا يعجزك شيئ في الأرض ولا في السماء ... يا رب العالمين
ابراهيم تايحي