بعدكَ أُصبتُ بحمى الشوقِ والهذيان
جعلني أُنثى بلا ملامح
حوَّلني رماداً تنثره رياح الفقدِ بلا رحمة
أقتفي آثارك وأنتحب أطلالك
و تتكاثر أيقوناتِ الغرابة والتعجب
تثيرُ زوبعةٍ من التساؤلات
ما هو ذنبي وما جريمتي ؟
لماذا بدأتَ تُتقن الغياب
تستعذب عذابي وتستلذ في وجعي
تتفنن بحياكةِ آلامٍ أكبر من حجمي
أنّى لكَ كل هذه البلادة والقسوة؟!
من اين لك هذا الثوب المطرز بالـ لا شعور ؟
كيف تحولت شفاهك التي كانت تلقمني الحب
الى شفاهٍ تطعمني مر العلقم و الزقوم
وبسذاجةِ وبراءة الطفله داخلي أطلب المزيد
آآه كم أنا مثقوبة بكَ يا حبيبي
منغمسة بشعوذة و طلاسم وسحر حبك
حدّ التيه في فجوةٍ مغلقه بين أمنيةٍ وحلم
أو كأنني خُلقتُ أنثى لا تصلح لشيئ سوى حبك
اشعلتُ لك تفاصيل حواسي ومشاعري
تصفحتَ حقولي و حاصرتني
علقت بي كنطفة عشقٍ تداركت مضاجعة أنيني
آآه كم كنت اعشق الغرق في تدفق زمزمك
وكم كان حبك مغرى لممارسة الجنون
كنت أهندم نفسي وارتب مواعيدي معك في حانة المجون
نحتسي اقداح الصبابه والولة
مازال كأسي بيدي
أُقارع الشوق فوق طاولة الغياب
أشهقُ المسافة وأزفر الانتظار
ومازلتُ أدسّ رسائلي في صندوق الامنيات