قم للمغني
قم للمغني
قٌمْ للمغنِّيْ وفِّهِ التصفيرا كاد المغنِّيْ أن يكون سفيرا
يا جاهلاً قدر الغناء وأهِلهِ اسمع فإنك قد جَهِلتَ كثيرا
[أرأيتَ أشرفَ أوأجلَّ من الذي غنَّى فرقَّصَ أرجُلاً وخُصُورا
يكفيهِ مجدا أن يخدرَ صوتُهُ أبناء أُمة أحمدٍ تخديرا
/يمشي ويحمل بالغناء رسالةً من ذا يرى لها في الحياة نظيرا
يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا لا يعرفون قضيةً ومصيرا
الله أكبر حين يحيي حفلةً فيها يُجعِّرُ لاهياً مغرورا
من حوله تجدِ الشباب تجمهروا أرأيت مثل شبابنا جمهورا؟!!
يا حسرةً سكنت فؤاديَ وارتوتْ حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيرا
يا عين نوحي حُقَّ لي ولكِ البُكا ابكي شبابا بالغنا مسحورا
يا لائمي صمتا فلستُ أُبالغُ فالأمرُ كان وما يزالُ خطيرا
أُنظر إلى بعض الشبابِ فإنك ستراهُ في قيد الغناءِ أسيرا
يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشى متهزهزاً لظننتهُ مخمورا
ما سُكرُهُ خمرٌ ولكنَّ الفتى من كأسِ أُغنيةٍ غدا سِكّيرا
أقْبِح بهِ يمشي يُدندنُ راقصاً قتلَ الرجولةَ فيهِ والتفكيرا
لولا الحياءُ لصحتُ قائلةً لهُ (يَخْلفْ على أمٍ) قد رعتكَ صغيرا
في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ دوماً لكأس الأُغنياتِ مُديرا
إنَّ الذي ألِفَ الغناءَ لسانُهُ لا يعرفُ التهليلا والتكبيرا
حاورهُ لكنْ خُذْ مناديلاً معك خُذها فإنك سوف تبكي كثيرا
مما ستلقى من ضحالةِ فكرهِ وقليلِ علمٍ لا يُفيدُ نقيرا
أما إذا كان الحوارُ عن الغنا وسألتَ عنْ (أحلام) أو (شاكيرا)
أو قلت أُكتب سيرةً عن مطربٍ لوجدتهُ عليماً بذاك خبيرا
أو قلتَ كمْ منْ أُغنياتٍ تحفظُ سترى أمامك حافظاً نحريرا
أما كتابُ الله جلَّ جلاله فرصيدُ حفظهِ ما يزالُ يسيرا
لا بيتَ للقرآن في قلبٍ إذا سكن الغناءُ به و صار أميرا
أيلومني من بعد هذا لائمٌ إنْ سال دمعُ المقلتين غزيرا
بلْ كيف لا أبكي وهذي أمتي تبكي بكاءً حارقاً ومريرا
تبكي شبابا علَّقتْ فيهِ الرجا ليكونَ عند النائباتِ نصيرا
وجَدَتْهُ بالتطريبِ عنها لاهياً فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسورا
آهٍ..وآهٍ لا تداوي لوعتي عيشي غدا مما أراه مريرا
فاليومَ فاقتْ مهرجاناتُ الغنا عَدِّي فأضحى عَدُّهنَّ عسيرا
في كل عامٍ مهرجانٌ يُولدُ يشدوا العدا فرحاً بهِ وسرورا
أضحتْ ولادةُ مطربٍ في أُمتي مجداً بكلِ المعجزاتِ بشيرا
الشاعرة: ريوف الشمري