[size=32]هل أنا رِجل لرَجل..؟[/size]
أمر عادي لا يدعو للتعجب والاإستغراب إذا أنت يوما رأيت أو سمعت عن سباق بين رجل قعيد وآخر مُقْعد’ أو بين تمساح من شر البشر وحية من أدغال افريقيا
أوصيك لا تتعجب ’ فكل شيئ في زماننا هذا مفعول مقبول ’ وإن أخذتك االعزة
فسيُشار إليك بالأصبع أنك المختل [ المهبول]..
إذن فلما أعين أعماها الحقد وملأتها الكراهية ’ وفيها عشش اللؤم والخبث ترصد صباحا مساء بكرة وأصيلا حركاتي وسكناتي’ متغافلة عما بها من قذى ؟ أم أنها تُداري مثل باقي أطراف الجسد الفاني المصنوع من إفرازات مجاري الغرب؟ لتبدو في نظر العميان الآخرين ذات بريق ...؟
سحقا لك أيتها المنمقة بكل أصناف المساحيق...
هل أنا رِجْل لرَجُل ؟ ’ إن كنتُ فمرحى بقدم أخرى ثانية ’ خشية أن يلصقوا بي وصمة من تهمة فيقولون : هذا رجل أعرج لا يصلح للسباقولا التسابق...
عشتُ لسنوات وأنا رجل لم أرتجل ’ وكهوف كثيرة لأوطان أكثر ولجتها دون أدنى خوف ولا وجل ’ أغوص في أعماقها وأشدها ظلمة ’ وأصعد أعلى القمم
ناطحا بصدري العاري أبيض ثلوجها وجليدها ’ ولم أُعر قيمة ولا وزنا للغوب ولا لنصب ’ لأني وقتها كنتُ ذاك الفتى المبجل وأن قصعتي لا أحد يتشجع وعليها يُقبل ’ حتى سموني نمر الليل ’ وبالنهار كانوا يطلقون علي الشبل ابن الشبل.....
وكما تمر السحب مرت الأيام والشهور’ ولم ينبت ما زرعت من حب وبذور
ألآ أيها الليل اعلم أني لا أخافك بعد هذا العمر ...
وحيدا في خيمتي أشد الحزام على بطني لتسكت معدتي’ وأسكب ماء لتبرد جمرة مهجتي ’ في إنتظار طلوع الفجر’ أليس الفجر بقريب..؟
إبراهيم تايحي