هداك الله يا ولدي..؟
فعلا نحن في زمن اختلت الموازين فيه وانقلب ظهر المجن , وولدت الآمة ربتها كما أشار إليه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .
صدقت يارسول الله.. يا أمين, قد حل الزمن مجرجرا جيوشه من الحفاة العراة , رعاء الشاة
فعاثوا فسادا في الأرض حتى أمسى الإنسان في ميزان المجتمع يقاس بما في جيبه , لا قيمة لخلق ولا اعتبارا لعلم ولا خشية من رب المخلوقات.
فتك الأخ بأخيه والجار بجاره والراعي بغنمه ... وبرئ الذئب الوحش واتهم الخروف الهش
سفه الكريم الحليم , وكرم الحقير اللئيم .
رفع النذل عاليا لأنه مسك بطاحونة الحياة , وقبر الشهم لأنه صدح عفة وكرما ونافح الموبقات
وهتك الحصن المنيع , وهدمت معالم الرجولة والبطولات.
فعل هذا بهذا..... وتقول ذاك في ذلك , ونبشت قبور الأموات
أضحى كل ذلك مألوفا بل وقل عاديا , الا أن الذي ليس هو بعادي أن تشبع الأم الوالدة ضربا مبرحا وتلقى في قبو مظلم مع الحشرات.
ويشج رأس الأب الوالد لأنه حاج كبده مكابدة لسوء التصرفات.
ويتكأ كأ الجيران وتصرخ النسوان من أعلى الشرفات هلعا نائحات
هذه الواقعة ليست نسيج خيال ولا رواية دجال ولا من حكايات الجدات في الليالي الطوال
إنها من ابن لأبويه , وولد لوالديه هدية وعربون طاعة وإحسان في زمن العقوق والضلال
ويرفع غطاء القبو , وتخرج العجوز وليس على شفتيها الا : هداك الله يا ولدي ؟ أتفعل هذا بأمك ؟ أهنت عليك يا ولدي ؟ أتحبسني مع الفئران والحشرات , في ظلمة وقر دون فراش ومدثرات؟ وأنت تعلم أني قاصرة الطرف عديمة الحركات ؟
وفي الجهة المقابلة كلب بشري لف جسده بحبل , إنه العاق ...إنه العاق ... وتنتفض العجوز غضبا. دعوه لا تؤذوه إنه ولدي قطعة من كبدي .. دعوه؟ ... دعوه ؟لكن عين الرحمن لا تنام
فهو جثة هامدة صلبة جامدة , كجلمود صخر حطه السيل من عل.
ابراهيم تايحي