في بيت الله
قعدت جالسا في المسجد مدة أتأمل الآمين لهذا البيت ...من شيوخ وشباب , فإذا بأحد المصلين ينقبها نقبا ركوعا وسجودا , ويخطفها خطفا أثناء الاستقامة منهما وبينهما , وأما جلوسه لا ينبئ
على أنه قائم يصلي, بل وكأنه يتأهب للانقضاض على فريسة , وأما تحيته الوسطى والأخيرة فهما أسرع من لمع البرق . هذه ظاهرة أولى وأما الثانية وهي للثاني عيناه شاخصتان في سقف
المسجد ويداه مشدودتان إلى عنقه شدا, وأما الثالث جسد يترنح يمينا وشمالا وكأنه على حبل يسير. وأما الرابع والخامس والسادس ... فطول لسان كل واحد منهم لا يتجاوز خلقا ست أو سبع سنتمترات أما فعلا فقد تجاوز سبعين كيلومترا, لا يعرف الوقار والسكوت إليهم سبيلا
ضف إلى ذلك ما يتخلل غوغاء هم من ضحك .. فيا ليتهم اكتفوا بالابتسام ؟..
كل هذا يحدث ولا من غيور ولا ناصح ولامن مرشد ولا .... ولا... وكأن البيت مكانا للنكت
وتبادل الآراء والنقد والمنبوذ من القيل والقال و سوء الأفعال.
بعد انقضاء صلاة الظهر – ذات يوم – دنوت من أحد الشباب واستسمحته قولا فأذن لي , فقلت
له: هل تسمح لي أن أصلي لك ؟ . انتفض كطائر مهيض الجناح مبحلقا والغضب باد على محياه ثم قال : أرب أنا حتى تصلي لي؟ قلت : أستغفر الله ما قصدت هذا؟. قال وماذا تقصد؟ أعدت
السؤال عليه نفسه وأناعلى يقين أنه متعجب من قولي , وشرحت له , أن الصلاة لغة هي الدعاء
وتلوت عليه قول الحق سبحانه وتعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) الأحزاب / الآية ست وخمسون . طأطأ رأسه وقال : هل رأيتني أخطأت في صلاتي ؟ . قلت لا ولكن تسرعت .
يا بني عليك بالخشوع في السجود والركوع ( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون* والذين هم عن اللغو معرضون) المؤمنون الآيات الأولى , الثانية , الثالثة
عليك بالطمأنينة (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد
الآية ثمانية وعشرون
أكمل التحية الإبراهيمية .... أحسن الجلسة . مد يديه ممسكا بيمناي ثم قال : أين
الرجال الموجهون؟ المعلمون؟ . جزاك الله عني كل خير .
ابراهيم تايحي