الموت بالتقسيط
حرمت نفسك أكل الثريد ورضيت بالصدإ والصديد
كنت مني أقرب من حبل الوريد, فما دهاك لإفتراش الجليد ؟
طمست كل عين وأثر ومعلم ورحت وراحت نفسك تهفو بعيد
لم تعقبي حتى ..ولم تذرف عيناك ندما لعهد حبنا الوئيد
واكتفيت - ويا ليتك لم تفعلي – بكلمات لا تجدي ولا تفيد
وهل عاد القتلى بعد موتهم لساحة قتال ونبال وضرب من حديد ؟
هم لم يعودوا وأنا عدت وقتها لأرى جثماني فوق نعش يتيم يحمله العبيد
ضحكت حزنا وبكيت أسفا وشاركني الضحك والحزن الرضيع والوليد
وحل اليوم الثالث من أسبوع بعد جمعة فكان لك بمثابة فخر وعيد
وكنت أنا الذبيحة المضحى بها وذاك الذي رضيت به هو الرشيد
وقد نظرت إلي بربع عين أعمى وقد إحترت أنا بين الوعد والوعيد
وقلت في خاطري ليست تلك هي فرد قلبي ابنة موسى لا تحيد
أغشاوة على بصري أم أكنة على قلبي أم وقر في أذناي أم مس من مريد؟
أقنعت نفسي عبثا أن أرحل لعل رحيلي ينسيني الماضي المجيد
وسالت العبرا ت من مقلتي أودية وأنهارا وحفرت الأخايد
إنها قطعة مني من.. كبدي وفؤادي فكيف أنسى ذكراها لا أريد لا أريد
ابراهيم تايحي