امـــــرأة شوهها الزمــــــــن
لم نسمع نحن يوما ولا آباؤنا أنها خاصمت الحياء حين تكأكأ المسخ والفسخ
على صدور ثلثي الأنام من هؤلاء اللئام النيام......
كان ممن حولها يأكل إلى حد التخمة بينما هي على الطوى لعدة أيام
وكان ممن حولها يلبس ويترأس وهي في ثوبها الأثري منذ سنين وأعوام
وكان وكان وكان ممن حولها يرقص حتى الثمالة ويميل فينعس وهي تناجي ربها رغبة ورهبة ’ خوفا وخيفة’ تحسبا ليوم يشيب فيه الولدان....
إنها والأصالة العربية توأمان بل فرقدان لا يفترقان ’ متفقان لا يختلفان...
إذا أنت سألت عن الجود والكرم شهِد لها بهما الأصم والأعمى والأبكم ...
وإذا فتشت عن الطمأنينة والأمن وإثمد الحقيقة وجدتهم حبا متناثرا تحت قدميها ودون الأقدام ...
أمَا إن رحت تبحث عن الإيواء والمأوى ورغد العيش ’ لا يطول بك النصب
هم هنا تحت ستار تلك الخيمة الرابضة بين الخيام...
يراها الكل ويعلمها الجل أنها من نبت طيب غير مهجن ..ذات لسان عربي صريح مليح فصيح... لعمرك دعا لغير السلم والسلام....
لهذا وذاك لا تشم منها إلا مسكا ’ ولا ترى عليها إلا نسكا’ صوامة قوامة ’ جريئة مقدامة ’ إذا ما دعاها القوم كانت قمينة بالقيام....
تُنكس رؤوس النساء دونها’ فقد إختلط أمرهن ووضعن راية الصواب وراءهن
بينما تراها هي للحمى من الأعلام....
والآن هل عرفتم من تكون هذه المرأة ؟ إنها أمي . نعم إنها أمي كما عرفتها وعرفها كل من هام وعام حقيقة لا أضغاث أحلام
وراح نساء من الحي يغازلن الزمان ويتحالفن مع الشيطان حسدا من عند أنفسهم بغضا وضغينة’ كيدا ونميمة’...
كفى... كفى... كفى عبثا بها أيها الزمان..؟
إبراهيم تايحي